قي هذا السبت في 28 أيار/مايو
2011 أحد عمالقة الكرة الأوروبية لا بل العالمية، مانشستر يونايتد
الإنكليزي وبرشلونة الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في
استاد ويمبلي الشهير في العاصمة الإنكليزية لندن.
فالفريقان يعتبران من الأبرز في
القارة الأوروبية حالياً، وما يدل على ذلك، المستوى المتميز الذي يظهران
به كليهما في السنوات الأخيرة، فدائماً ما كانا يتواجدان في الأدوار
النهائية للمسابقة القارية في الآونة الأخيرة.
فمانشستر يونايتد كان طرفاً في
نهائيين أوروبيين مؤخراً ففاز في عام 2008 باللقب وخسر نهائي 2009 أمام
برشلونة بالذات والذي سبق وتوج بطلاً أيضاً في 2006، ما يعني أفضلية واضحة
للفريقين أوروبياً، أضف على ذلك كونهما بطلا الدوريين المحليين هذا الموسم
أيضاً.
ولمحبي التواريخ والأرقام نقول بأن مواجهات الفريقين تعبق بتاريخ حافل من الندية والأحداث وسنقوم بمرور مسهب على هذه اللقاءات.
لقاءات الفريقان عبر التاريخ
مانشستر يونايتد وبرشلونة ليسا
بغريبين عن بعضهما البعض إذ تواجها 10 مرات قبل ذلك في مختلف المسابقات
الأوروبية لكن مواجهاتهما تدل على ندية تامة إذ يتعادلان بنتائج المباريات،
حيث فاز كل منهما 3 مرات على الآخر في حين تعادلا في الأربع مواجهات
الأخرى، وإذا قُدّر للتاريخ لعب دور في تحديد الفائز في نهائي دوري الأبطال
يوم السبت ليصنع فارقاً عن الآخر، فهذا التاريخ هو كالآتي:
• اللقاءان الأول والثاني
في 7 آذار/مارس 1984 كان اللقاء
الأول في التاريخ بين برشلونة ومانشستر في ملعب برشلونة في "كامب نو" في
ذهاب ربع نهائي بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس وانتهى بفوز برشلونة
2-صفر في عهد النجم دييغو أرماندو مارادونا الذي كان وقتها قائداً
لبرشلونة.
وكان اللقاء الثاني في إياب
الدور ذاته بعدها بأسبوعين في إنكلترا في 21 آذار/مارس 1984 عندما خطف
مانشستر بطاقة التأهل بفوزه على برشلونة 3-صفر في مباراة تألق فيها نجمه
آنذاك براين روبسون بتسجيله ثنائية.
• اللقاء الثالث
مرة أخرى تواجه الفريقان، وكانت
في نهائي مسابقة بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 15 أيلول/سبتمبر
1991، وخرج من هذا اللقاء مانشستر يونايتد فائزاً على برشلونة 2-1 في ملعب
فينورد روتردام في هولندا بهدفين من نجم مانشستر حينها الويلزي مارك هيوز
مقابل هدف للهولندي رونالد كومان من برشلونة ليحرز مانشستر اللقب.
• اللقاءان الرابع والخامس
اللقاء الرابع جاء في 19 تشرين
الأول/أكتوبر 1994 في ملعب الشياطين الحمر في "أولد ترافورد" في دور
المجموعات لدوري أبطال أوروبا وجاء اللقاء متعادلاً في النتيجة 2-2 في
مباراة تألق فيها النجم البرازيلي روماريو من برشلونة في حين كان التألق
مجدداً حليف مارك هيوز من مانشستر.
وفي اللقاء الخامس في إياب دور
المجموعات عام 1994 في "كامب نو" في 2 تشرين/الثاني نوفمبر خرج مانشستر
بخسارة مذلة قوامها 4-صفر في مباراة كان نجمها الثنائي روماريو-ستويشكوف
آنذاك.
• اللقاءان السادس والسابع
اللقاءان السادس والسابع بين الفريقين كانا أيضاً في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا سنة 1998.
اللقاء السادس جرى على ملعب
"أولد ترافورد" في مانشستر في 16 أيلول/سبتمبر وانتهى بالتعادل 3-3 في
مباراة كان نجومها سوني أندرسون وجيوفاني ولويس إنريكي من برشلونة وراين
غيغز وبول سكولز وديفيد بيكهام من مانشستر.
أما اللقاء السابع فجرى في إياب
الدور ذاته في 25 تشرين الثاني/نوفمبر في "كامب نو" وانتهى أيضاً بالتعادل
3-3 في مباراة شهدت بروز الثنائي دوايت يورك وأندي كول من مانشستر والرائع
البرازيلي ريفالدو من برشلونة.
• اللقاءان الثامن والتاسع
عشر سنوات بعد آخر لقاءاتهما، كان العملاقان على موعد مع معركتين جديدتين وذلك في ذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2008.
مباراة الذهاب، وهي الثامنة بين
الفريقين، شهدت خروج الطرفين أحباباً بالتعادل السلبي على ملعب "كامب نو"
في برشلونة في 23 نيسان/أبريل 2008.
أما مباراة الإياب فكانت في
أولد ترافورد في 29 من الشهر نفسه وانتهت بفوز الفريق الإنكليزي بهدف وحيد
سجله بول سكولز من تسديدة قوية رائعة، وهي النتيجة التي أهّلت الشياطين
الحمر للنهائي الذين فازوا بلقبه حينها على تشلسي بركلات الترجيح.
• اللقاء العاشر والأخير بين الفريقين
اللقاء الأخير الذي جمع
الفريقين كان في نهائي دوري الأبطال لعام 2009 حين نجح الفريق الكاتالوني
بالثأر من نظيره الإنكليزي بفوزه عليه 2-صفر وإحراز اللقب في إستاديو
أولمبيكو في روما، وكان من سجل الأهداف حينها الكاميروني صامويل إيتو
والأرجنتيني الماكر ليونيل ميسي.
خلاصة
في ظل كل ما سبق وأوردناه، نجد
بأن الفريقين متعادلين في المواجهات المباشرة بينهما لكن هذا ليس بكل شيء
إذ أنهما متعادلان حتى بعدد الألقاب في مسابقة دوري الأبطال بـ 3 ألقاب لكل
منهما مانشستر في (1968، 1999 و2008)، وبرشلونة في (1992، 2006 و2009).
كما أن الفريقان ليسا بغريبين
على ملعب ويمبلي إذ أن كل منهما أحرز باكورة ألقابه الأوروبية على أرض هذا
الملعب العريق (ويمبلي القديم) الذي تم هدمه وبناء ويمبلي الجديد مكانه وهو
الذي سيحتضن النهائي يوم السبت.
يذكر أن هناك أفضلية طفيفة
للفرق الإنكليزية على نظيرتها الإسبانية في النهائيات الأوروبية إذ تواجه
المعسكران 15 مرة كان الفوز فيها للإسبان في 7 مناسبات مقابل 8 مناسبات
للإنكليز.
وفي كل حال من الأحوال، سيشهد
نهائي يوم السبت فض الشراكة الأوروبية بين هذين العملاقين إذ إن الفائز
بينهما سيتقدم الآخر من حيث عدد مرات الفوز في المواجهات المباشرة بالإضافة
إلى التفوق في عدد الألقاب في دوري الأبطال، لأن الفوز سيمنح الفريق صاحبه
لقبه القاري الرابع، إذاً فهي حرب مفتوحة على كل الاحتمالات فمن سيكون
الطرف الأسعد يوم السبت المقبل؟