لا تكن لطيفا أكثر من اللازم ..!
تحاول دائماً أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون,؟
وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم,؟
تسارع إلى مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك
وتتفادى مضايقتهم حتى لو أثاروا غضبك,؟
إذاً أنت شخص لطيف وتحب وتحرص علي أن يصفك الناس هكذا
ومع ذلك إذا وأمعنت التفكير في سلوكياتك ( اللطيفة ) ستكتشف أنها في كثير من
الأحيان هي سلوكيات ( انهزامية ) كأن تقول نعم حينما كان ينبغي أن تقول لا,
أوتتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضباً, أو تلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين,
وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصاً عزيزاً عليك.
أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء
التي قد تؤثر بطريقة سلبية على عملك وعلاقاتك الاجتماعية.
ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يتسم بـ اللطافة هي النزعة إلى الكمال مما
يفرض ضغوطاً كبيرة عليه,ويتطلب مجهودا مضنيا منه لاثبات الذات,
والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه, فضلاً عن الإرضاء الدائم للآخرين.
ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيباً ولكنها
تصبح خطأ عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك,أو تكبدك ما لا تتحمل
من مجهود أو وقت أو مال, أو عندما تصبح هاجساً لدرجة تعرقل أداءك لعملك.
وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان( وليس مجرد ترديد العبارة ) بأنه لا
يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك, يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس
هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين.
وبجانب النزعة للكمال يلخص ديوك روبنسون في كتابه ( لا تكن لطيفاً أكثر من
اللازم ) أخطاء أخري يقع فيها الناس اللطفاء بشكل يومي منها:
القيام بالتزامات أكبر من طاقتك:
عادة دون أن نشعر يوقعنا اللطف في مأزق, إما أن نقول لا لشخص عزيز يطلب
منا شيئاً فنشعر بالأنانية والذنب, أو نحاول القيام بكل ما يطلب منا فنستنزف
طاقتنا.
عدم قول ما تريد:
وربما تلجأ لذلك لأنك تعتقد أنه غير مناسب اجتماعياً, أو لا تريد أن تظهر بمظهر
الضعيف, أو تخشى الرفض أو لا تريد أن تسبب حرجاً لمن تحب.وفي كل الأحوال
فإن عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك وكبت ما تريد في سبيل الآخرين
سيؤدي بك إلى المرض النفسي والعضوي كما قد تتبدد ملامح شخصيتك.