طفا موضوع اللاجئين الفلسطينيين بشدة علي سطح الاحداث بعد مؤتمر انا بوليس واستطاعت "اسرائيل" ليس فقط محاولة طمس الموضوع بل الحصول علي تعهد امريكي واضح بأن "إسرائيل" دولة عبرية أي إنهاء حق العودة للاجئين في الخارج وامكانية طرد عرب 1948 الذين يقيمون داخل اسرائيل الي مناطق السلطة
اعتبرت "إسرائيل" ـ بكل حكوماتها ـ من يمين ويسار ووسط: علمانيين ومتدينين، وكذا كل قواها السياسية وحتى دعاة السلام المزعومين فيها- أن موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه، وكذا عبرت الإدارات الأمريكية المختلفة في مشروعاتها التي قدمتها للسلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" عن تجاهلها لهذا الموضوع، وتبنت بالكامل إهدار حقوقهم المشروعة في العودة، وآخرها مشروع كلينتون قبيل رحيله، وإن كانت لا تمانع في المساعدة في توطينهم في أماكن غربتهم أو تعويضهم بالمال، أو تحسين ظروف حياتهم. وعلى طول مسيرة المفاوضات والاتفاقات، بل وعلى طول محطات الصراع معهم فإن قضية اللاجئين كانت هي أم القضايا وأخطرها وأكثرها إثارة للجدل، وهذا بديهي؛ فالمشروع الصهيوني برمته قائم على اغتصاب أرض من أهلها وترويعهم وتشريدهم وطردهم منها، ثم الاستيطان فوق تلك الأرض واستجلاب المهاجرين اليهود من كل مكان، ومن ثمّ حرمان أصحاب الأرض الحقيقيين من أرضهم وبيوتهم وبياراتهم.. وهكذا فإن استيطاناً يهودياً في أرض فلسطين يعني مباشرة طرد الفلسطينيين، وعودة اللاجئين تعني مباشرة طرد اليهود من الأراضي التي اغتصبوها، وهكذا فإن قضية اللاجئين هي أم القضايا وجوهر الصراع.
ولأنها كانت ولا تزال كذلك فإن الفكرة الصهيونية ارتبطت منذ البداية بأكذوبة كبرى وهي: شعب بلا أرض.. لأرض بلا شعب؛ فقد قامت الدعاية في الإعلام الصهيوني على أن أرض فلسطين خالية من البشر، وحاولوا إقناع العالم بذلك، ونجحوا في ذلك إلى حد كبير رغم أنها أكذوبة واضحة المعالم، بل وصل الكذب إلى حد أنهم أحياناً صدقوا أنفسهم أو تبجّحوا بالكذب رغم الحقيقة الماثلة للعيان؛ فجولدا مائير الزعيمة الصهيونية المعروفة كانت تكرر أنه لا يوجد فلسطينيون، رغم أنهم كانوا يحيطون بها من كل جانب سواء من عرب 1948، أو غزة والضفة أو من قامت بنفسها بتهجيرهم أو قتلهم وترويعهم حتى يهاجروا!!