تشتد معاناة النازحين من الجفاف في جنوب الصومال إلى أكثر من عشرين مركز إيواء منتشرة في مناطق مختلفة بالعاصمة مقديشو، من سيئ إلى أسوأ خلال شهر رمضان.
ويجد كثير منهم صعوبة في الحصول على ما يفطرون به حيث تعاني أغلب المخيمات التي تؤوي نازحي الجفاف من شحّ في المواد الغذائية وقلة المساعدات المق
دمة لهم من قبل المنظمات الإغاثية العاملة في مقديشو التي لا تكفي لإطعام الأطفال وإفطار الكبار الصائمين.
فقد ذكرت آمنة عبدي من مخيم سيليجا -التي نزحت برفقة أبنائها الأربعة من منطقة قنسح ديري من محافظة باي- في حديث للجزيرة نت أنها تصوم كل يوم وهي غير متأكدة من أنها ستحصل على طعام الإفطار، فضلا عن أنها لا تجد أيضا شيئا تطعم به أولادها لولا بعض الجيران الذين يعطونهم أحيانا ما بقي من وجباتهم.
الجفاف أما مادي بولي أحد النازحين في مخيم وابري فقد تحدث للجزيرة عن أن الجفاف ضرب منطقتهم لمدة سنتين متتاليتين في محافظة شبيلي السفلى ودفعهم للجوء إلى مقديشو بعد أن هلكت مواشيهم وزراعتهم.
وأضاف قائلا "نواجه مشاكل كثيرة في مقديشو لا سيما أننا في شهر رمضان ولا نجد ما نفطر به وأولادنا يجوعون ويعانون من أمراض مختلفة ونبيت في كوخ لا غطاء عليه. نطالب الصوماليين والمنظمات الإغاثية بأن يساعدونا بشكل سريع". وفي مخيم هاكابا جنوب مقديشو، تحدثت النازحة حبيبة إبراهيم للجزيرة نت عن وضعهم الذي وصفته بأنه سيئ للغاية سواء في رمضان أو غيره، وذكرت أنهم بحاجة إلى كل شيء من طعام وماء وحصائر للنوم وأغطية للأكواخ وأدوات منزلية مؤكدة أنهم لم يجدوا ما يفطرون به منذ ثلاثة أيام باستثناء قليل من الطعام جمعه لهم السكان القريبون من المخيم.
وقالت أيضا "عندنا أولاد أجسادهم ضعيفة كما تشاهدون ولم توقد لهم نار، يقتلهم الجوع والمرض، نؤدي واجب الصوم ولا نجد منظمات إغاثية تساعدنا إلا في حالات نادرة توزع فيها مواد غذائية غير كافية". يشار إلى أن هذه الحالة -وإن كانت عامة في معظم المخيمات-لا تنطبق على المخيمات التي أقامت فيها بعض المنظمات الإغاثية العربية موائد إفطار للنازحين. موائد إفطار وقد أكد مدير البرامج لمكتب جمعية قطر الخيرية في الصومال محمد حسين عمر في حديث للجزيرة نت أن قطر الخيرية تقيم موائد إفطار في ثلاثة مراكز بمقديشو وضواحيها منذ بداية شهر رمضان حيث استفاد من هذه الموائد حسب قوله 7200 صائم من نازحي
الجفاف.
[b]